الكويت تودع رجل الخير والعطاء العم ناصر محمد الساير

SAYER

ودعت الكويت مساء أمس العم ناصر محمد الساير بعد مسيرة حافلة بالنجاح على كافة المستويات الاقتصادية والتجارية والسياسية والخيرية، الرجل الذي جمع في شخصه كرم الأخلاق والنبل والنجاح، تاركاً ورائه إرثاً من النجاح والسمعة الطيبة وهو أحد كبار رجالات دولة الكويت الذين تركوا بصماتهم في الكثير من جوانب الحياة فكانت بصمته شاهدة على إنجازاته الاقتصادية النوعية في نهضة البلاد وأعمال الخير.

كانت مسيرة الراحل الكبير العم ناصر محمد الساير حافلة بالعطاء والنجاح ممتدة بأفعال الخير الكثيرة التي لا يعلمها عنه إلا الله تعالى ثم بعض من مسحت يده البيضاء على آلامهم من المرضى والمحتاجين.

Nasser Al Sayer

لقد رسم مسيرة حياته بعزيمة وإصرار فكان التحدي طريقاً والنجاح هدفاُ ومبتغى، فتحقق له ما أراد رغم الصعاب وجسد مثلاً في امتلاك الإرادة القوية والصلبة، امتلك عوامل النجاح فتعلم اللغات واتقن الإنكليزية والفارسية والأردية، وقد فاز بمحبة من عرفه لما يمتلكه من صفات النبل والكرم وحسن الخلق ورقاء التعامل مع الناس واحترامه للجميع. 

وقد كان الفقيد تغمده الله بالرحمة والمغفرة شديد الحب للعطاء وفعل الخير فقد امتدت أيادي الساير الخيرة إلى الكثير من الفقراء والمحتاجين، وقدم الدعم للجمعيات الخيرية التي تقدم المساعدات للفقراء والمحتاجين ولا سيما الشعوب المنكوبة، فقد كان اليد الحانية التي تضمد جراح المرضى وتلملم شتات المهجرين، إضافة إلى إسهاماته السخية وعطاءاته الكريمة في دعم مشاريع العمل الخيري المختلفة، فقد فقدت ساحة العمل الخيري برحيل هذه القامة الكبيرة أحد أهم أصحاب الأيادي البيضاء الداعمين لمشاريع خدمة الفقراء وعلاج المرضى وكفالة الأيتام وإغاثة المنكوبين في مختلف أنحاء العالم.

بدأت مسيرة العمل الخيري المبارك ما بين مبرة الساير الخيرية التي أسسها الفقيد تغمده الله بالرحمة والمغفرة وجمعية القلوب الرحيمة الدولية IPHS منذ أكثر من ثماني سنوات حيث كانت بداية انطلاق المشاريع الخيرية من أفريقيا بتأمين وتجهيز حفار للآبار الارتوازية تم من خلاله حفر آبار ارتوازية في مختلف المناطق التي يعاني أهلها من ندرة مياه الشرب في أفريقيا، إضافة إلى تقديم مساعدات إغاثية للنازحين وتجهيز نقاط طبية متنقلة وافتتاح مراكز لمكافحة العمى في المناطق الفقيرة والنائية، وقد تكللت هذه الجهود بافتتاح أكبر مستشفى للعيون في أفريقيا وهو مستشفى مكة للعيون في النيجر الذي يقدم خدمات هامة ويقصده مرضى العيون من شتى المناطق.

وانطلق العمل مع بداية الأزمة السورية حيث كانت مبرة الساير بلسماً لجراح السوريين من خلال تأسيس مستشفيات في مختلف المدن والبلدات السورية وعلى المناطق الحدودية وتم تأسيس الكثير من منظومات الإسعاف السريع والصيدليات المجانية إضافة إلى تقديم خدمة الأدوية النوعية المنقذة للحياة.

ولعل أبرز معالم الشراكة الخيرية ما بين مبرة الساير الخيرية وجمعية القلوب الرحيمة الدولية هي مركز الأطراف الصناعية في مدينة غازي عنتاب التركية والذي حمل اسمه “مركز الساير للأطراف الصناعية” والذي تم تجهيزه بأحدث الآلات والمعدات لتصنيع الأطراف الصناعية حيث يقدم المركز خدمات نوعية هامة تتمثل في تركيب الأطراف الصناعية للمبتورين المتضررين من الأزمة السورية وتأمين كافة الخدمات المتممة من خدمات العلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل وقد قام مركز الساير للأطراف الصناعية بتركيب أعداد كبيرة من الأطراف للمبتورين من أطفال ونساء ورجال وأنار لهم الطريق وأعاد لهم الأمل وساهم بإخراجهم من دائرة المعاقين إلى دائرة المنتجين، كما تم مؤخراً افتتاح “مركز الساير للأطراف الصناعية2” في مستشفى الباب في سوريا.

يرحل أصحاب الهمم وتبقى آثارهم، ونتائج أعمالهم وجهودهم ومشروعاتهم وسيرتهم الحسنة بين الناس، والفقيد آثاره ومشاريعه الخيرية باقية وصدقة جارية في ميزان حسناته بإذن الله.

إن إدارة وأسرة جمعية القلوب الرحيمة الدولية IPHS متمثلةً برئيس مجلس إدارتها المهندس عارف المصيريع ومؤسس الجمعية الدكتور أمين الخطيب ومشرف مركز الساير للأطراف الصناعية الدكتور حسن الخطيب إذ يتقدمون بأحر وخالص العزاء وأصدق آيات المواساة إلى أسرة الساير الخيّرة على هذا المصاب الجلل، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جنانه، ونسأل الله أن يتقبله في الصالحين ويثقل موازينه بما قدمه من خير وعمل صالح، وأن يلهم قلب ذويه ومحبيه جميل الصبر وعظيم السلوان.

إنا لله وإنا إليه راجعون.